10187.jpg

مطبوخ الأرمن.. تقويم فلكي يعتمد على أيام مرت من 33 عاماً

ينظم عدد من الأرمن، ولا سيّما المزارعين والمهندسين الزراعيين، أعمالهم على الروزنامة في فصل الشتاء، فما هي حقيقة الروزنامة التي تسمى “المطبوخ الأرمني”؟ وما هو مفهومهم لهذه الروزنامة؟

هنالك اهتمام خاص من الكنيسة “الأرثوذكسية الأرمنية” بتقلّبات الطقس وذلك منذ القرن الثاني عشر الميلادي، حيث بدأ الاهتمام بهذه الأمور في البداية من قبل الراهب «أوهانس»، عالم الفلك والرياضيات في “كيليكيا”، عمل أوهانس على مراقبة تقلّبات الطقس، وربطها بحركات القمر والنجوم، والتبدلات الكونية.

روزنامة 2008 صدرت باللغة الأرمنية، حيث عمل المهتمون على ترجمتها إلى العربية وتوزيعها، كثر الطلب عليها منذ عام 2008، لِما يتضمنه فصل الشتاء من تقلّبات دائمة ومفاجئة.

وتعتمد الدراسة الأرمنية للطقس على الشهر القمري، فتقسّم الشهر إلى أربع مراحل، تمتد كل مرحلة إلى سبعة أو ثمانية أيام، بحيث تسمى المرحلة الأولى ولادة القمر، والثانية الربع الأول، والمرحلة الثالثة اكتمال القمر، والأخيرة تسمى الربع الأخير.

وبحسب مهتمين بهذا المطبوخ فإن العلم قد تطور مع مرور الوقت وتوصل إلى نتيجة مفادها، أن دورة الطقس الواحدة مدتها 33 عاماً، أي إن كل يوم يمر في السنة يشبه اليوم نفسه من 33 عاماً، وهذا يعني أن العملية الحسابية لروزنامة الطقس عند الأرمن تستند إلى مراجعة أحوال الطقس منذ 33 عاماً، وتبني عليها توقعاتها في الأحوال الجوية.

إن ارتفاع حرارة الأرض اليوم والانحباس الحراري، يؤثران بشكل كبير على تقلّبات الطقس، وهذا ما يفسّر إلى حدٍ كبير عدم تطابق التوقعات في الروزنامة مع الواقع، وبالرغم من ذلك تبقى نسبة مصداقيتها 80 في المئة..

إن التقويم الفلكي المعروف باسم “مطبوخ الأرمن” هو نتيجة دراسة وأبحاث الرهبان المختارين الأرمن النازلين في مدينة “البندقية” بشمال “إيطاليا”، وهو معتمد عليه منذ أكثر من قرنين ومقتبس عن مجموع المراصد التي تنبئ بالتغيرات الجوية التي سوف تحدث حول محيط البحر الأبيض المتوسط مع بعض الفروق وذلك نظراً إلى التفاوت بين المواقع الجبلية والساحلية، وينقل هذا التقويم خدمة لزراعة البلاد.

“مطبوخ الأرمن” اذا ليس نوعاً من الطعام وليس صنفاً من الحلويات أنما هو روزنامة تتوقع تقلبات الطقس، وهنا تجدر الإشارة إلى أن دراسة علم الأحوال الجوية والطقس محصورة ضمن الكنيسة الأرمنية.

scroll to top